خبر وتعليق سياسي

أمريكا تسعى لجعل جند المسلمين أكياس رمال لحماية جنودها

خبر وتعليق

الخبر:

الصحف، هيئة الإذاعة البريطانية، ووكالات الأنباء والفضائيات:

اجتمع أوباما في قاعدة أندروز الجوية بالقرب من واشنطن مع قادة عسكريين بارزين من أكثر من 20 دولة – معرباً عن “قلق عميق” بسبب هجوم مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة عين العرب “كوباني” السورية وتقدمه صوب العاصمة العراقية بغداد.

وترأس الاجتماعات أيضاً الجنرال مارتن ديمبسى، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، والتي يشارك فيها قادة عسكريون ممثلون لكل من السعودية ومصر والبحرين والعراق والأردن وقطر والإمارات والكويت وتركيا، والتي حضرها من مصر الفريق محمود حجازى، رئيس أركان القوات المسلحة.

التعليق:

هكذا تأمر أمريكا العبيد بالحضور، فيهرعون ملبين مهطعين ناكسي روؤسهم، لا يجرؤون أن ينبسوا ببنت شفه في وجهها، ولا يرقبون معها في مؤمن إلاً ولا ذمة. فإن كان حكام هذه الكيانات الهزيلة المسماة بالدول في بلاد المسلمين، ملوكاً كانوا أو أمراءً أو رؤساء، أعمتهم الخيانة والعمالة، وأعماهم الحرص على العروش والكراسي، فقد عميت بصيرتهم عن القوة والعزة والسعادة الحقيقية، وعميت عن الفوز الحقيقي في الدنيا والآخرة ألا وهو السعي لنوال مرضاة الله بإعزاز دينه ونصرته وتمكينه. ولكن أنتم يا قادة جيوش المسلمين، ماذا أعمى أبصاركم وبصائركم؟!. كل منكم يمكنه أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه، وينال رضوان ربه في جنات عرضها السموات والأرض لو أنكم قمتم بالأمانة التي حملكم إياها الله بخلع هؤلاء الحكام الطواغيت ونصرة الإسلام والمسلمين، أليس هذا هو الخير بدلا من أن نراكم تجلسون أمام أوباما كما التلاميذ أمام أستاذهم، وكما العبيد أمام سيدهم؟!، والجميع يعلم، وقد رأوه رأي العين، أن أمريكا والغرب الكافر سيكونون أول من يضحي بكم جميعاً في سبيل مصالحهم.

ذُبح المسلمون في غزة، بل في فلسطين كلها، بل في العالم كله، وانتهكت – وما زالت – حرمة، أولى القبلتين وثالث الحرمين، المسجد الأقصى في القدس على يد كيان يهود، وما رأينا من حكامكم ومنكم إلا تخلفاً وتخاذلاً عن نصرة الإسلام والمسلمين، والآن زاد إجرامكم إجراماً فدعيتم إلى مشاركة أمريكا والغرب الكافر في إهدار دماء المسلمين واستباحة بلادنا فما نرى منكم إلا تحالفاً ومناصرة!.

لماذا تصر أمريكا على وجودكم في هذا التحالف؟!، سياسياً الأمر بسيط ومعروف وهو أنها تريد غطاءً إسلامياً عربياً لبسط نفوذها في بلادنا وإحكام قبضتها عليها في مواجهة أوروبا لا سيما بريطانيا وفرنسا، الذين ما زالوا يعتبرون أنفسهم الوريث الوحيد لتركة الرجل المريض، دولة الخلافة العثمانية كما أطلق عليها في أيامها الأخيرة!. وتتخذ أمريكا من دعوى الإرهاب فزاعةً للشعوب وللحكام، وتشويهاً لفكرة الخلافة والعمل لها بعد أن أصبحت ملء الأسماع والأبصار وأمل تحرير الأمة الإسلامية من قبضة الغرب الكافر. أما عسكرياً فإن الإدارة الأمريكية لا تريد إراقة دماء جنودها، ليس حباً فيهم وحرصاً عليهم، ولكن خشية انقلاب الرأي العام الأمريكي عليها، ولذا فهذا الاجتماع وغيره من الاجتماعات المقبلة لن يكون إلا لمزيد من الحث والتهيئة والدراسة للأوضاع الميدانية في حال اضطرار أمريكا للتدخل البري، حيث إنها ستحتاج أكياساً من الرمال وسواتر أمام قواتها فلن تجد أرخص من عسكر المسلمين للقيام بهذه المهمة للأسف!.

وبالرغم من ذلك فما زال، وسيظل الإيمان بنصر الله وإعزاز دينه قائماً في نفوسنا ونفوس الأمة، وكما ساق الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وفد يثرب الذي كان بادرة النصر والتمكين والفتح، فإن الله سيسوق من عسكر المسلمين لدعوة الإسلام وعودته لمعترك الحياة بخلافة على منهاج النبوة من سيقلب السحر على الساحر، ولمَ لا وهم من أمة تقرأ قول الله تعالى ليل نهار:

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

وقوله تعالى:

﴿لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ