بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم وصلني خبر وفاة ابنة خالتي، وبعدما وصلني الخبر بدأت أفكر كيف ألمّ الألم بقلبي. حقاً كان الخبر صعباً رغم أني لم أرها إلا مرة واحدة، ولم أقض معها سوى فترة قصيرة. كانت حلوة الروح، ولها بسمة تنسيك هم الدنيا رغم صغر سنها. ثم بعدها خطر في بالي سؤال عن كل من فارق أحبة له كيف يتعامل مع الأمر، وكيف أن أمر هذا الوداع مخيف ومؤلم.
وبعد هذه المرحلة العميقة من التفكير جاء في بالي أناس يفارقون أحبة لهم بشكل يومي تقريباً إما بالموت أو الأسر، وينتظر كل واحد منهم أن يأتي قابض روحه في أي لحظة إما من الجوع والعطش أو القصف أو استهدافه برصاص الأعداء أو حتى يسجن أو تسرق أعضاؤه. والأسوأ هو تلف الأعصاب من رؤية الموتى والجرحى سواء في المستشفيات أو سيارات الإسعاف أو حتى تحت الأنقاض. الأمر جد مرعب!
المشكلة الأكبر أنهم يعلمون علم اليقين أن إلى جانبهم دولاً سواء على الحدود أو قريبة منهم على حدٍ سواء، واحد فقط من جيوش هذه الدول كفيل بتحريرهم من الذل والقهر الذي هم فيه. ولكن وا أسفاه! فالجيش المصري مشغول بشيء أهم ألا وهو التجارة! نعم فهو ينافس الشعب على كسب لقمة العيش وقوت اليوم، (صنع أفضل أنواع البسكوت)! “يا للعار!”. أما باقي الجنود فمشغولون بردع الشعب، وا حسرتاه! وباقي الشعب الذي لم يردع متروك وشأنه فهو مشغول بالدعاء والبكاء والنواح، ويعتقدون أن هذا كافيا، ومبرئا للذمة! لا والله! لا يكفي وﻻ يبرئ ذمة، فلو كان كافيا لأدى بالغرض أو لأحدث نوعا من التغيير. إلا أن هذا لم ولن يحدث ولو تعاطف العالم كله ولو قوطعت كل منتجات داعمي كيان يهود دون الحل الحقيقي والعمل الجاد لنصرة المستضعفين بتحريك الجيوش.
بالله عليكم كفاكم تعاطفا وانفعالات لا تهدئ إلا من روعكم، وﻻ تفرغ إلا حماستكم وتخرج الغضب الذي يعتمل داخلكم. بالله عليكم طالبوا جيوشكم بالخروج وحرضوهم على نصرة أهلنا في الأرض المباركة نصرة تعيد الأرض وتحرر المقدسات وتعز الإسلام وأهله، كفاكم تهاونا. تعالوا نغير العالم للأفضل، تعالوا نضع تاج الخلافة فوق رؤوسنا، تعالوا نطالب بها في كل لحظة وحين، تعالوا ننصر غزة وفلسطين ولنقتلع اليهود مشروع الغرب الاستعماري وخنجره المطعون في خاصرة الأمة، ولنصل معا صلاة الفطر في مسرى نبينا محمد ﷺ.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه إسلام فريد