بيانات صحفية سياسي

جزيرة الوراق جرح نازف وألم مستمر وجريمة مكتملة الأركان من النظام

بيان صحفي

تابع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء الأحد 28/7/2024م، الموقف التنفيذي لأعمال تطوير التجمع العمراني الجديد بجزيرة الوراق، في اجتماع حضره العديد من الوزراء ومسئولي الوزارات والجهات المعنية. وفي مستهل الاجتماع، شدد رئيس الوزراء على ضرورة الإسراع بأعمال تعويض المستحقين على الفور، وكذا ضرورة الالتزام بالبرامج الزمنية المُقررة لتنفيذ أعمال الإخلاء للمنازل والأراضي بمخطط التطوير. ووجّه رئيس الوزراء، بمواصلة مشروعات التطوير المُستهدفة لإحداث نقلة نوعية بالخدمات في الجزيرة، مع التصدي بحسم لأية محاولات للبناء المخالف بالجزيرة، ومنع عودة المظاهر العشوائية. (اليوم السابع 28/7/2024)

أما سكان جزيرة الوراق في النيل، في مصر، فقد عاودوا احتجاجاتهم رفضا للتهجير من أراضيهم ولممارسات الشرطة، ولاعتقال الناشطين، وردد الأهالي هتافات تطالب بالإفراج عن المحبوسين، وتؤكد تمسكهم بمنازلهم وأرضهم. (القدس العربي، 23/7/2024)

يسكن جزيرة الوراق حوالي 200 ألف مواطن، وتضم 6 آلاف عقار. وخلال الأسابيع الماضية، أجرت قوات الشرطة زيارات يومية لسكان الجزيرة الرافضين إخلاء منازلهم وبيع أملاكهم، قبل أن يفاجأ أهالي الجزيرة بترويج استمارات “رغبة بيع وهمية” تظهر موافقتهم على بيع أراضيهم. وانتشرت على مواقع التواصل مقاطع فيديو لأهالي من الوراق يطردون أفراداً من الأمن من نطاق أملاكهم، منهم من يحملون تلك الاستمارات الوهمية ويحتجون على منع الشرطة دخول مواد البناء إلى الجزيرة.

إن النظام المصري لا يرقب في أهل مصر إلا ولا ذمة بل يمارس عليهم البلطجة ويعمل سمسارا يبيع الناس وثرواتهم وأملاكهم بثمن بخس، هذا ما فعله في ماسبيرو ويفعله في الوراق وسيفعله في أي أرض قد يلمح فيها إمكانية الاستثمار أو يرغب فيها من يملكون المال ويستطيعون ملء خزائنه مقابل تمكينهم منها ومن استغلالها. فمصر كلها في نظر النظام هي ماسبيرو ورأس الحكمة وجزيرة الوراق، كلها تحت تصرفه لا يملك أهل مصر فيها شيئا، ولهذا منح الجيش أراضي على جانبي أي طريق يتم إنشاؤه لضمان ولائهم، ومنح يهود حقولا للغاز في شرق المتوسط بعد اتفاقية ترسيم الحدود، واشترى منهم إنتاج هذه الحقول، ولا كرامة لمصر وأهلها!

قلنا ونكرر إن جزيرة الوراق ملك لأهلها وساكنيها ولا يجوز إخراجهم منها ولا إجبارهم على إخلائها وتسليمها بأي حال من الأحوال، فالمعلوم أن الأرض تملك بالإعمار سكنا وزراعة لقوله ﷺ: «مَنْ أَحْيَا أَرْضاً مَيْتَةً فَهِيَ لَهُ»، وقوله ﷺ: «مَنْ عَمَرَ أَرْضًا لَيْسَتْ لِأَحَدٍ فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا»، وقد اتَّفق الفقهاء على أن الأرض التي لم يملكها أحد، ولم يوجد فيها أثرُ عمارة وانتفاع تُملك بالإحياء. واتفقوا على أن الأرض التي لها مالك معروف بشراء أو عطية لم ينقطع ملكه لا يجوز إحياؤها لأحد غير أصحابها، ولا تنزع الأرض من أصحابها ولا ممن أحياها بالزرع والإعمار والسكن أو بأي شكل من أشكال الإعمار.

إن جزيرة الوراق ككل الأراضي التي أحياها وعمرها أهل مصر وتوارثوها كابرا عن كابر هي ملكية خاصة لهم، تثبت بزراعتها وإعمارها والسكن فيها لقوله ﷺ: «مَنْ أَحْيَا أَرْضاً مَيْتَةً فَهِيَ لَهُ» فالأصل في الأرض أن إعمارها وإحياءها سبب من أسباب تملكها الشرعي، فلا يجوز نزعها منهم لا بالإغراء ولا بالإجبار والإكراه ولا بحجة تطويرها كما يدعى النظام. كما يجب على الدولة أن توفر لهم فيها كل ما يمكنهم من حياة كريمة مستقرة. ولو كانت حقا تريد تطويرها وإيصال الخدمات لها فما الذي يمنع ذلك؟! وهل يجب أن يشتريها كبار رجال المال والنخب حتى تصل الخدمات إليها؟! أليس من واجب الدولة أن ترعى أهل مصر وتوصل لهم كافة الخدمات وتوفر لهم الحياة الكريمة، أم أن تلك الحياة الكريمة درجات على حسب ما يملكون من أموال وعلى حسب موقعهم من السلطة وقربهم من أصحاب القرار؟!

يا أهل جزيرة الوراق الكرام: إنها أرضكم؛ حقا مشروعا لا يجوز لكم التفريط فيه، وصمودكم أمام حملات النظام واجب، ويجب على أهل مصر دعم حقكم هذا ومنعكم من النظام وبطشه لتكونوا يدا واحدة تمنع تغول هذا النظام وجشعه.

يا أهل مصر الكنانة: إن يد النظام لم ولن تقف عند جزيرة الوراق بل ستمتد إلى كل أرض يلمح فيها ولو شيئا من التميز وإمكانية الاستثمار كما فعل مع حدائق المعمورة بالإسكندرية وسينتزعها قهرا وقسرا، وإن وقوفكم في وجه النظام الآن ومنعه من التعدي والاعتداء على أهل الوراق وانتزاع أرضهم منهم واجب شرعي، وإذا خذلتموهم اليوم فسينفرد بكم النظام واحدا تلو الآخر وستقولون يومها “أكلت يوم أكل الثور الأبيض”، ودُهمنا يوم تركنا أهل الوراق وحدهم في مواجهة النظام، ألا فلتعلنوا موقفا واحدا من نظام لا يرقب فيكم إلا ولا ذمة، يفرط في حقوقكم وثروتكم ويحاربكم في أرضكم وقوتكم ويعلن الحرب على دينكم.

يا أهل مصر الكنانة: إن ما يضمن لكم العدل والحقوق إنما هو تطبيق الإسلام في دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، تلك الفكرة التي يحاربها النظام ويحارب العاملين لها، وهي وحدها طوق النجاة لكم وللأمة بعمومها، وإننا في حزب التحرير نحمل لكم مشروعها الحضاري كاملا وجاهزا للتطبيق فورا، فاعملوا معنا ليطبق الإسلام الذي يعيد الحقوق لأهلها ويضمن العدل لأهل الوراق ولمصر كلها.

أيها المخلصون في جيش الكنانة: عندما كان ابن تيمية رحمه الله في سجنه بدمشق، أتاه الجلاد وقال له: اغفر لي يا شيخنا، فأنا مأمور. فقال له ابن تيمية: “والله لولاك ما ظلموا”! ووالله لولاكم ما ظلم النظام مصر وأهلها ولا تجبّر عليهم ولا استطاع أن يستعبدهم كما يفعل الآن، ووالله إنكم لمسؤولون يوم العرض يوم ينادي عليكم المولى جل وعلا: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ * مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ﴾، ولن ينفعكم لا هو ولا أمواله ولا مناصبه ومميزاته التي يغريكم بها ويشتري بها دينكم وشرفكم وذممكم، فتجهزوا ليوم تلقون الله فيه وقد تعلق الناس برقابكم يقولون يا رب خذلونا ومكنوا منا عدوك وعدونا.

أيها المخلصون في جيش الكنانة: إن واجبكم الشرعي هو حماية الناس من بطش هذا النظام وحماية الناس منه ومنع بطشه بهم، وواجبكم الأوْلى الذي يضمن للناس رعايتهم ويحفظ حقوقهم وكرامتهم هو اقتلاع هذا النظام من جذوره بكل أدواته ورموزه ومنفذيه، ونصرة العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة على منهاج النبوة؛ تحمي الناس من بطش كل ظالم وتعيد لهم كرامتهم وعزتهم. هذا دوركم وتلك وظيفتكم التي ستسألون عنها أمام الله عز وجل، فبادروا عسى الله أن يفتح بكم فنراها واقعا يرضي الله عنا جميعا وتكون مصر بكم منورة بإذن الله، اللهم عاجلا غير آجل.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في مصر