الخبر:
أصدرت محكمة الصلح (الإسرائيلية) قرارها برفض إطلاق سراح الأسير سامر العيساوي بكفالة مالية، رغم ما يعانيه من تدهور صحي وحالة لا وعي من وقت لآخر. وتشهد مدن الضفة الغربية المحتلة والقدس مسيرات واعتصامات تضامنيّة مع الأسرى المضربين عن الطعام من بينهم العيساوي المضرب منذ 212 يوماً، وعبر رباعي الوساطة في الشرق الاوسط المكون من الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي عن قلقهم من الاضراب عن الطعام، وحثت وزارة الخارجية الفرنسية يوم الاثنين في بيان اسرائيل: “على تقدير حساسية المخاطرة بنتيجة مأساوية وعلى اتخاذ اجراءات مناسبة بصورة عاجلة”! [وكالة رويترز 19/02/2013م].
التعليق:
إن هذا القرار يؤكد مدى العداوة والبغضاء عند يهود تجاه المسلمين الصابرين المرابطين في فلسطين الجريحة، يقول الحق سبحانه: (وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ).
وهو قرار يشكل صفعتين لسلطتين لا تستحيا من الله ولا من عباد الله! صفعة أولى على خد سلطة عباس الكرتونية التي تستجدي يهود ليل نهار للعودة إلى طاولة المفاوضات؛ لإتمام السلام المزعوم مع يهود الذين انتهكوا كل حرمة حرمها السـلام عز وجل، وصفعة ثانية على خد السلطة المصرية التي ترعى مفاوضات بين حماس وكيان يهود من حين لآخر، وأين؟!، في كنانة الله في الأرض، في مصر قاهرة التتار والصليبين؛ مستودع الرجال المجاهدين المخلصين، خير أجناد الأرض مصداقاً لقول سيد المرسلين.
وهو قرار قد صدر بعد أن اطمأن يهود أنه لا قيمة للعيساوي وجميع الأسرى عند حكام المسلمين، كيف لا والمخابرات (الإسرائيلية) تسرح وتمرح في بلد الكنانة لبحث مسائل أمنية تحفظ كيانهم المسخ، نعم… اطمأن يهود أن حكام المسلمين لا علاقة لهم في شأن القضية، لأنها “شأن داخلي فلسطيني” كما يزعمون! فكل مسألة تتعلق بدم إسلامي ذكي؛ هو شأن داخلي! وأما إن كانت المسألة تتعلق بأمن يهود فهو شأن إقليمي دولي! فحينئذ لا بد من عقد المفاوضات (الإسرائيلية الفلسطينية) الجادة برعاية مصرية وبمباركة إمبراطورية الشر أمريكا، وما المفاوضات التي جرت قبل ثلاثة أيام بالقاهرة إلا أبلغ دليل على تلكم المهازل من حكام المهازل!… وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت» [رواه البخاري].
إن الحل لقضية فلسطين وأسراها معلوم للجميع؛ نكرره فإن الذكرى تنفع المؤمنين… فعندما كانت دولة الخـلافة قائمة ترفرف راياتها في سماء الأرض وعلى قمم الجبال بشموخ وعز الإسـلام المبين؛ كانت جيوش المسلمين تدك عمورية من أجل امرأة وقعت بأسر الكفار … وكانت دولة الخـلافة تجهز الفرق الخاصة لإطلاق أسير واحد عند الروم؛ ففي خلافة معاوية بن أبي سفيان وقع بعض المسلمين في أسر الروم، وقام قائد من قواد الروم بلطم أحد الأسرى، فقال المسلم: (بيننا وبينك الله يا معاوية)، فبلغ الأمر معاوية فأرسل فرقة خاصة لتحرير الأسرى، وأمرهم بخطف ذلك القائد الرومي، فلما اجتمع المسلم الأسير والقائد الرومي عند معاوية قال معاوية للمسلم: (قم فالطمه كما لطمك ولا تزد)، ثم أمر بإعادة الرومي إلى دياره، وقال له: (قل لملكك: تركتَ ملك المسلمين يقتص ممن هو على بساطك ومن خواصك!)… وفي خـلافة الأمويين بالأندلس في عهد الخليفة المؤيد بالله، ها هو حاكم قرطبة (الحاجب المنصور) الذي رجع بعد جهاده مع نصارى الشمال إلى قرطبة ليفرح مع المسلمين بحلول عيد الأضحى؛ إذ اعترضت له امرأة عجوز وقالت له: يا منصور: كل الناس مسرور إلا أنا يا منصور، فولدي أسير عند الصليبيين في حصن رباح، فلم ينزل المنصور من جواده بل لوى عنق فرسه، ونادى في جيشه: ألا ينزل أحد من على فرسه، وتوجه إلى ذلك الحصن وفك أسرى المسلمين [المصدر: كتاب الذخيرة لابن بسام التغلبي].
أيها المسلمون: هكذا كنتم يوم أن كانت الخـلافة قائمة؛ أعزاء بعزةِ حكامكم، أما اليوم فصرتم هواناً لهوان حكامكم، فثوروا على هذه الأنظمة العميلة وعلى حكامها الرويبضات! وانتزعوا كل حاكم خائن أجرى صلحاً مع يهود، وانتزعوا كل القوانين والتشريعات الديمقراطية العلمانية؛ فإنها تورثكم المهانة تلو المهانة وقبل هذا وذاك غضباً من الله آت، وأعيدوا السلطة للأمة لتنصب خليفة لها يحكمها بكتاب الله وسنة رسوله ويعيد لها مجدها وعزتها بإسلامها العظيم، ويعلن الجهاد في سبيل الله، فيقودها لتحرير القدس والأقصى وكل بلاد المسلمين المحتلة!
هكذا يكون الرد والحـل… وهذا هو الواجب على الأمة وجيوشها لتدك معاقل كيان يهود فتحرر الأسـرى وتعيد المسـرى.
(وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ)