خبر وتعليق
الخبر:
الصحف، وكالة أنباء الشرق الأوسط، ووكالات الأنباء والصحف والفضائيات:
– جون كيري واجتماع جدة لتكوين تحالف دولي وإقليمي لحرب داعش وحتمية وجود مصر فيه، ويلتقي عبد الفتاح السيسي في القاهرة لبحث الدور المصري في مواجهة داعش.
– وزير الدفاع الفرنسى جون إيف لودريان، قادما على متن طائرة خاصة من الإمارات، حيث سيجري مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي.
– التقى الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة بالفريق سايمون مايل مستشار رئيس أركان الدفاع البريطاني الذي يزور مصر حاليا. تناول اللقاء تبادل وجهات النظر تجاه تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة.
– في فعاليات مؤتمر معهد السلام العالمي الذي عقد أمس الخميس، في العاصمة البحرينية المنامة تحت عنوان “دروس الماضي ورؤى المستقبل، الشرق الأوسط بعد ١٩١٤” تحدث موسى عن التغيرات الحاسمة التي حدثت بعد ١٩١٤ وانتهاء الحرب بتقسيم الشرق الأوسط من قبل القوى العظمى وقتها وانهيار الدولة العثمانية التي هزمت في الحرب.
كما أكد أن الشرق الأوسط اليوم في ٢٠١٤ لا يحتاج لجلسة رسم خرائط بين “سايكس وبيكو العصر الحديث”، أو إلى وعود بامتيازات وأراض على غرار وعد بلفور، لأن قادة اليوم يعلمون جيداً أن الكلمة الأخيرة في هذه المنطقة تنبع من داخلها، ولن يقبل العرب أي وصاية أو محاولات لفرض تقسيم جديد أو حدود عليهم.
التعليق:
يقول تعالى في كتابه الكريم: ﴿بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ﴾، هكذا هي حقيقة حال الغرب الكافر، يتداعون إلى بلاد المسلمين جميعاً وفيما بينهم يتسارعون ويتصارعون على الغنائم والاستحواذ عليها، ولكن المحزن في الأمر كله هم هؤلاء الحكام العملاء الرويبضات الذين لا نرى لهم سطوة ولا قوة إلا على شعوبهم المسلمة، والأشد إحزاناً هو هذه الجيوش التي فقدت بوصلتها في الحياة الدنيا وفي الآخرة فاستهانت بدماء المسلمين وإراقتها في أوطانهم وأفقدتهم الأمن والاستقرار الذي تدعيه هذه الأنظمة كذباً أنها تسعى لتحقيقه. والآن يُراد لهذه الجيوش أن تكون في المقدمة تتلقى الضربات والطلقات ويموت منهم من يموت على الأرض، وتكون دماؤهم بساطا أحمر للغرب الكافر وقواته وعملائه يمشون عليه ويتباهون بنصر يزيدون فيه من الذل والطغيان للأمة الإسلامية وإحكام القبضة عليها، ذلك المارد المستعصي عليهم، الذي برغم القيود المفروضة عليه يزمجر رافضاً الركوع لغير الله.
لم يعد توجيه الحديث إلى قادة النظام وقادة عسكر مصر الكنانة يجدي، بعد أن زالت عنهم أقنعتهم وظهروا أمام الأمة بوجوههم على حقيقتها وانكشف أمرهم فاضطروا وبأمر من أمريكا أن يخلعوا مبارك، بسبب إصرار أهل مصر الكنانة على التوجه نحو حكم الإسلام، وبأمر وتخطيط من أمريكا قام قادة النظام الحقيقيين في مصر، وهم قادة عسكر مصر، بتمكين الإخوان وإفشالهم وعزل الدكتور محمد مرسي برغم الخضوع التام منه لجميع إملاءات أمريكا ولقادة العسكر، وما ذلك إلا لضرب هذا التوجه من أهل مصر الكنانة نحو الإسلام وحكمه، ليس في مصر الكنانة وأهلها فقط وبل في المنطقة كلها، والعالم الإسلامي كله.
كان هذا النظام في مصر وما زال يرفع فزاعة تقسيم مصر محذراً من نشوب حرب أهلية تأتي على الأخضر واليابس تُحدث هذا التقسيم، كما يحدث في سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال، والحبل وإن كان على الجرار ولكنه بإذن الله سينقطع بعودة الإسلام ممكَّناً في دولته دولة الخلافة.
بل كان هذا النظام الحالي في مصر يرفع فزاعات خطط الشرق الأوسط الجديد الأمريكية، وسايكس بيكو الجديدة الأمريكية أيضاً، التي تهدف إلى تقسيم بلاد المسلمين الحالية بما فيها مصر بل وخاصةً مصر. ولطالما رفع النظام في مصر هذه الفزاعة ولا يزال، ونعم يرفعها فزاعة حالياً حتى يستكين أهل مصر الكنانة ويرضون بالذل والطغيان والاستعباد لغير الله بالخضوع إلى أمريكا مقابل وهم الأمن والاستقرار الذي لم يتحقق لأهل مصر منذ غاب عنها شرع الله وحكمه ولن يعود الأمن ما دام الشرع غائبا، ليس في مصر فقط بل في جميع بلاد عالمنا الإسلامي.
والآن ألا يحق لنا أن نسأل هذا النظام، ومن يؤيده ومن يلف لفه، لقد رفعتم التقسيم فزاعة أمريكية، فهل زال هذا التقسيم، هل تخلت عنه أمريكا وحلفاؤها في الغرب سواءً في سايكس بيكو القديمة أو سايكس بيكو الجديدة، ولذا تتحالفون معهم؟!.
نعم “التقسيم ثم التقسيم ثم التفتيت” لبلاد المسلمين حقيقة استراتجية مجمعٌ عليها الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا الآن، ولكن السؤال ما هي أدواتهم في تحقيق هذا التقسيم والتفتيت؟! ألم يكن هؤلاء الحكام العملاء الخونة في الأمس أدواتهم، وما زالوا هم أدواتهم اليوم أيضاً؟! من الذي قسم بلاد المسلمين باتفاقية سايكس بيكو القديمة وأقام الحدود غير الطبيعية بين بلاد المسلمين وأقام عليها دولاً كرتونية هزيلة وصنع لها جيوشا تحافظ عليها وتسجن وتقهر المسلمين داخلها وتفقدهم الأمن والاستقرار ثم تكذب زوراً وبهتاتاً أنها تسعى لتحقيقهما؟! ألم تكن بريطانيا وفرنسا؟!. من الذين باشروا خطة فصل السودان عن مصر؟! من الذين باشروا تقسيم السودان بين دولتين وفي طريقه لأن يكون أربع دول؟! أليست الأنظمة الحاكمة العميلة لأمريكا في مصر والسودان؟!.
والآن تدرك أمريكا والغرب الكافر وراءها أن زمجرة مارد الإسلام، أمة الإسلام، أصبحت عالية الصوت تصم آذانهم، بل الزمجرة أصبحت مصحوبة بحركة تحدث زلزلة في المنطقة وفي العالم لدرجة أن يحذر منها رئيس فرنسا فرانسوا هولاند، وهذه الزمجرة هي عدم قبول هذا المارد أياً من الحلول التوافقية أو أياً من حلول المداهنة أو المهادنة أوالمقايضة بين الإسلام وحكمه وبين أمن واستقرار موهميْن مكذوبين لا يتحققان إلا لهذه الأنظمة الحاكمة العميلة لهم. فالزمجرة أصبحت مصحوبة بسعي الأمة للعمل نحو عودة الخلافة على منهاج النبوة. والآن أوروبا تسارع الخُطا حفاظاً على صمام أمانها وهو حدود سايكس بيكو القديمة ودولها الهزيلة حتى لا ينطلق المارد المزمجر هذا نحو هدفه، نحو الخلافة، وأمريكا تحاول أن تنزع صمام الأمان هذا منها وتضع صماماً آخر لصالحها بتقسيم جديد حدوداً ونفوذاً وعمالةً وفي هذا الإطار يتسارعون ويتصارعون ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.