مقالات سياسي

تنبيه من رحاب الأقصى “انتبهوا” حكام العرب والمسلمين يخافون شعوبهم “تقدموا ولا تخافوهم”

يخافون الشعوب مع أنها خاضعة لهم منذ عشرات السنين يسومونها سوء القوانين والأفكار، يبيعونها بأبخس الأثمان ويشترون بها وبمقدراتها كراسيهم فقط وحمايتهم، ويُجرون عليها كل التجارب والنظريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الفاسدة، ويطبقون عليهم كل أنظمة الحكم الكافرة المستبدة الضالة المضللة كلها إلا نظام الإسلام الذي لم يحظوا حتى بشرف المحاولة في تطبيقه.

يخافون منا أم علينا حين ملأوا البلاد جيوشاً وأرهقوا مقدرات الشعوب بصفقات الأسلحة المشبوهة بحجة الدفاع عن الشعب والوطن، وضد من؟! لم نجد لهم عدوا خارجيا على الإطلاق، فالغرب المستعمر الكافر زرع كيان يهود في بلادنا ليكون له قاعدة عسكرية متقدمة تضرب أي تحرك لهذه الأمة نحو الحرية والكرامة واستقلال القرار والعودة إلى الإسلام، وزَرع هؤلاء الحكام على عروش بلادنا مهمتهم تسهيل مهمة كيان يهود في ضرب ذلك التحرك الذي يتوجس منه هذا الكافر المستعمر، فكيان يهود واضح للأمة كلها أنه عدو لها، ولكنه ليس عدوا لحكام بلادنا – رغم ادعائهم زوراً بأنه عدو لهم – بل هو حليف استراتيجي لهم، فبقاؤهم في الحكم مرهون بإخلاصهم في دعمه والإبقاء عليه. وتذكروا معي هنا بعض تصريحات حكام العرب واليهود عندما تحركت الأمة لإسقاط طواغيتها، فقد صرح سيف الإسلام القذافي عندما خنقه الشعب الليبي الأبي في ثورته ضد نظام أبيه صرح قائلا: أن انهيار نظام أبيه سيشكل خطرا على أمن كيان يهود، وتذكرون تصريح رامي مخلوف في الشام الذي وضح فيه أن سقوط نظام الأسد العبثي في سوريا يهدد أمن كيان يهود, ولا شك أنكم تذكرون تصريح ذلك المسؤول الصهيوني عندما قال: أن دولتهم خسرت حليفا استراتيجيا بسقوط المخلوع مبارك في مصر، إذن فهم يخافون منا ولا يخافون علينا، وما هذه الجيوش التي ربطوها بإفساد قياداتها وإتخامها على موائد الذل والمهانة والخيانة إلا جيوشٌ جيشوها للحفاظ على بقائهم المرتبط بالتالي بأمن حليفهم كيان يهود، وها هي الجيوش تثبت صحة ذلك في كل بلاد ربيعنا العربي، وليس أدل على ذلك من الجيش السوري حامي الديار من أهل الديار خوفاً منهم على كراسيهم وأمن يهود.

أيها الحكام، يا أبناء سايكس بيكو ممَّ تخافون؟! أم أن السارق لا يرى نفسه إلا سارقاً في عيون كل الناس، أم أن المجرم لا يرى نفسه إلا مجرما في عيون الناس، فيخافهم ويرتعب منهم، فصدق من قال “كاد المريب أن يقول خذوني”، فأنتم رضيتم بأن تكونوا منا بمقام أبي رغال من العرب فتخشون أن نرجمكم كما رجم العرب أبا رغال، رضيتم لأنفسكم بأن تكونوا فينا طغاة تظلموننا وتسلموننا إلى بني الأصفر والأحمر ورعاة البقر وإخوان القردة والخنازير تبيعون فينا وتشترون بأثمان بخسة وأنتم السمسار القذر، ثروات بلادنا نستخرجها لتذهب إلى أسيادكم وحصادنا منها هو التعب والعناء والجوع والفقر، أرصدة ثرواتنا لا تأمنون على حفظها حتى في بلادنا لتملأوا بها بنوك أعدائنا، أين هي ثرواتنا وثمن بترولنا؟! لماذا تخشون عليها أن تبقى في البلاد؟! نحن نسأل ونعلم أنكم لصوص ولستم حكاماً، تسرقون وتنهبون وتذهبون بسرقاتكم بعيداً خوفاً عليها منا، مع أنها أموالنا وثرواتنا، قبحكم الله من أبناء أشقياء أشقيتم معكم أهلكم وبلادكم.

خوفكم منا دليل قاطع على أنكم خائنون لنا وسارقون لثرواتنا ومجرمون بحقنا ومتآمرون علينا ومنتهكون لحرماتنا وأعراضنا، بل إنكم كل ذلك وأكثر، أم أننا نظلمكم بهذا؟! فأنتم ربما لا تعرفوننا ولا تعرفون من نحن ولا تعرفون أسماء أوطاننا ولا تعرفون حتى أن فلسطين بلاد محتلة؟! أم أنكم لا ترون الأنجاس يدنسون رحاب أولى القبلتين؟! أم أنكم تجهلون ما جرى وما يجري وما سيجري؟! أم أنكم تجهلون حقائق التاريخ والجغرافيا؟! إذن فكيف تحكموننا، لا بل وكيف نسكت نحن على أن يحكمنا أمثالكم؟! أيُّ لعنة أصابت الأمة فكنتم أنتم ثمرتها المُرَّة اللعينة التي نتجرعها صباح مساء؟!

ها أنتم ما زلتم تذكرون القدس حتى هذه الأيام فترسلون أزلامكم إلى مؤتمر بيت المقدس الإسلامي الدولي لتزيدوا فلسطين والقدس والأقصى من آثام مؤامراتكم عليها، تلبسونهم ثوب الوعظ والإرشاد وهم أجهل المسلمين بمطلوبات الإسلام، فلا ضير عندهم أن يزوروها محتلة من يهود وتحت نعالهم، ولكن الضير كل الضير أن يزوروها فاتحين، وبكل الصلافة التي يتمتع بها خائن الأهل والدين يتطلع إمام الحسرة ليعتلي منبر الأقصى ليخطب في أهل بيت المقدس كيف يكون الدين انبطاحيا، ليعلمهم كيف يتذوقون طعم الخشوع في الأقصى في ظل احتلال أسياده من إخوان القردة والخنازير، ورغم حشدكم لعناصر الخراب والتشويش والحراس فيأبى المقدسيون العظماء أن يسمعوا نعيق غربانكم فيهم، فالمسلمون اليوم وبفضل الله أصبحوا يميزون بين الغربان الناعقة وبين النسور والصقور المزمجرة الشامخة، هكذا سيكنسونكم من حياتهم وبلادهم كما فعلوا مع هليل وزمرته حتى جعلوهم يختبئون بالسراديب رغم العمامات والعباءات المنمقة، فأنتم لا أهلاً بكم ولا سهلاً، فالأمة تعرف أنكم دعاة على أبواب جهنم، وأنتم تعرفون ذلك وهذا هو مصدر خوفكم، تحملون المسدسات الذهبية وعندما تأتي ساعة الجد معنا تختبئون بها في مجاري المياه كالفئران، كما فعل القذافي ولكنكم لا تعتبرون.

إنه إنذار إلى كل خائن جبان؛ من رحاب الأقصى إلى سُلطة أوسلو ابتداءً وانتهاءً بكل أنظمة العار التي تجثم فوق صدور أمتنا، لتعلموا أن المسلمين في مجموعهم كلهم كرجال الأقصى ينتظرون منازلتكم لينتزعوا منكم ما اغتصبتموه بمساعدة أهل الكفر، فقد هلَّ زمان الرجال، الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، هلَّ زمان الإسلام العادل الذي سيحاسبكم على قبح صنائعكم، وها قد ولى زمان الإسلام المعتدل ورموزه من أمثال هليل الذين يلبسون الحق بالباطل ليسود الباطل فتظلوا أسياداً، انتهت اللعبة أيها الجبناء الخائفون المرتجفون، وقريباً ستمسك الأمة بيدها بالعز مفاتيح العز والخير والعدل عندها سيفرح المؤمنون بنصر الله، تماما كما طلبت مفاتيح القدس أن لا تكون إلا في يد مستحقها الخليفة الفاروق، فأشرقت الأرض المباركة بنور الله على يد أهل الله، اللهم مالك الملك يا من تؤتي الملك من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء أعزنا بالإسلام وأعز الإسلام بنا، وهيئنا لأمتنا وهيئ أمتنا لنا، لنُحَكِّم فينا شرعك ونحل حلالك ونحرم حرامك ونقطع دابر الكافرين وأعوانهم من بلادنا، يا ربنا إنهم يرون ذلك مستحيلا وبعيداً ونحن نراه قريباً يا ربنا بفضل إيماننا بك وبرسولك، فها نحن نمسي على أمل أن نصبح وقد أذنت لدولة الخلافة على منهاج النبوة أن تقوم، ونصبح والأمل يحدونا أن نمسي وقد أذنت بأن تشرق الأرض بقيام دولة الخلافة على منهاج حبيبك عليه الصلاة والسلام، اللهم لك الأمر في الأولى والآخرة، أنت ولينا ولا مولى لنا سواك، فيك الرجاء ومنك الفرج، فعجّل اللهم بوعدك، اللهم آمين.