خبر وتعليق سياسي

يا حكام مصر! معاهداتكم مرهونة ببقاء نظامكم ونظامكم إلى زوال

الخبر:

نقل موقع 24 الخميس 2017/8/17م، تأكيد وزير الخارجية المصري سامح شكري التزام بلاده الثابت بمعاهدة السلام المؤرخة 26 آذار/مارس 1979، وملاحقها، وبروتوكول القوة متعددة الجنسيات والمراقبين، وجميع التفاهمات ذات الصلة الموقعة بين البلدين بعد التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية، وقال وزير الخارجية “أود أن أؤكد أن جمهورية مصر العربية لن تقبل بأي تعديل على الاتفاقية، يقصد الترتيبات بشأن مهام القوة متعددة الجنسيات، دون القبول الرسمي المسبق لحكومة (إسرائيل)”، وأضاف “على ضوء تبعات هذه الاتفاقية، عند دخولها حيز النفاذ، فيما يخص مضيق تيران، وجزيرتي تيران وصنافير، أرفق مع هذا الخطاب الذي تم تلقيه من محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد بالمملكة العربية السعودية النائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الدفاع، الموجه لشريف إسماعيل، رئيس مجلس وزراء جمهورية مصر العربية، بشأن الالتزامات التي تعهدت حكومة المملكة العربية السعودية بشكل أحادي بالوفاء بها”، وتابع “إني أتطلع لتلقي قبول سعادتكم لمضمون الخطاب المرفق، باعتباره اعترافا من المملكة العربية السعودية، والتزاما منها بالترتيبات القائمة فيما يخص مضيق تيران، وجزيرتي تيران وصنافير”.

التعليق:

التزام ثابت بمعاهدة كامب ديفيد التي تعطي الأمان لكيان ليهود وإدخال آل سعود بشكل رسمي معلن فيها، هذا هو مضمون الخطاب والذي يعبر عن مدى ذل وخنوع حكامنا العملاء، خطاب موجه للسادة هكذا تكون صيغته تأكيد للعمالة وإمعان في الخضوع والذل، رحم الله هارون الرشيد ورسالته المشهورة “من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نكفور كلب الروم أما بعد الرد ما ترى لا ما تسمع يا ابن الكافرة”.

ليست صيغة الخطاب الخانع فقط ولكن التعهد والإقرار الكامل بأن مصر ملتزمة باتفاقية الذل التي تعترف بكيان يهود الغاصب لأرض الإسلام واعتباره دولة ذات سيادة والسعي لإعطائه مزيدا من الشرعية، واعتبار ما يحدث في أرض فلسطين شأنا خاصا بين أهل فلسطين والاحتلال والسعي لإجبارهم على قبول وجود كيان يهود كأمر واقع، لأنه يعلم يقينا أن الشعوب لم ولن تقبل بهذه المعاهدات ولن تطبع مع يهود بل وتتحين الفرص للنيل منهم، ولا أدل على ذلك من بقاء سفير كيان يهود في بلاده لما يزيد عن تسعة أشهر لمخاوف أمنية، فسعيهم الآن حثيثا وبأمر من السادة في البيت الأبيض لمزيد من التطبيع يحمي هذا الكيان الهش، بينما الواجب الشرعي يقتضي قطع كل العلاقات معهم إلا علاقة الحرب وتحريك الجيوش لإخراجهم من أرض فلسطين المملوكة للأمة وليس لأهل فلسطين وحدهم.

أيها المسلمون في مصر الكنانة! هذا هو النظام الذي يحكمكم وهذه نظرته لعدوكم وعدو دينكم المغتصب لأرضكم والمدنس لأولى قبلتيكم وثالث حرم لكم، فهم يرون من عدوكم جارا تجب حمايته ويرون الخطر فيكم ومنكم، فوجَّهوا سلاحهم نحوكم ونسقوا مع جيرانهم عمليات القتل والتهجير التي تطالكم، وما حدث ويحدث في سيناء أبلغ دليل، والدماء التي سالت في رابعة والنهضة وغيرهما لا زالت نيرانها في القلوب.

يا أهل الكنانة! نعم إنكم الخطر الحقيقي على هذا النظام وأدواته ومنفذيه من الحكام العملاء والساسة والنخب المنتفعين، نعم أنتم الخطر الحقيقي الذي يهدد كيانهم ووجودهم ووجود نظامهم الرأسمالي العفن الذي يحكمكم، بل ويهدد سادتهم في الغرب الكافر وطفله المدلل كيان يهود، فوجودهم يستمد قوته من دعم أمريكا ويهود الذين هم عدوكم الأول، وأنتم وحدكم من يملك القوة التي تطيح به وبمن خلفه وتقتلعه من جذوره وتقتلع معه التبعية للغرب الكافر وتقتلع معه كيان يهود المسخ من بلادنا، لكن قوتكم هذه معطلة بل يستغلها عدوكم ضدكم، فيحمل السلاح عليكم إخوانُكم يحولون بينكم وبين الانعتاق من ربقة التبعية للغرب الكافر ويحولون بينكم وبين إسقاط نظامه واقتلاع عملائه.

يا أهل الكنانة! إن ما ذقتم وتذوقون من ويلات هذا النظام لا يحتاج منكم إلى جهد جهيد لإزالته وإنما يحتاج منكم لوعي صحيح وفكر صادق يقود جموعكم الثائرة ويقتطف ثمار حراك ثوراتكم فلا يلتف عليها عدوكم ويقتطف هو ثمارها ويعيد إنتاج النظام المرة تلو المرة، إنكم بحاجة إلى حزب مبدئي واع كحزب التحرير بما لديه من وعي على مؤامرات الغرب عليكم وعلى الأمة، فهو وحده القادر على قيادة الصراع وهزيمة أمريكا وإرغامها على ما تكره من حلول.

وفوق هذا فإن حزب التحرير حمل لكم نظاما بديلا لرأسمالية الغرب، بديلا ينسجم مع عقيدتكم وفطرتكم ويحقق ما تطمحون إليه وما من أجله خرجتم ثائرين؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة تضمن لكم العدل والحرية والكرامة ورغد العيش الذي تطلبون، ترضي ربكم عنكم بتطبيق شرعه عليكم والكفيل بعلاج كل مشكلات حياتكم، وهو نفسه ما تطمحون إليه وما تريدون، وإن لم تدركوه صراحة نتيجة لعمليات التجهيل التي طالتكم وإفساد طريقة التفكير التي مورست عليكم لعقود طويلة، إلا أنكم أثبتم في السنوات التي مضت أنكم تواقون لهذا الدين وعودة حكمه ونظامه وأنه متجذر فيكم.

يا أهل مصر! إن الإسلام الذي تحبون هو وحده الذي يضمن لكم عزة وكرامة وأمناً، ويعيد لكم ما اغتصب الغرب من بلادكم وأموالكم، وهذا ما يدعوكم له ولحمله ونصرته حزبُ التحرير ولم يبق إلا أن يستجيب له رجل رشيد من جيش الكنانة يغضب لله ولحرماته وينصر من استنصره نصرة لله ورسوله فيقتلع الحكام العملاء ويسلم حكم البلاد لحزب التحرير ليعلنها خلافة راشدة على منهاج النبوة.

يا أبناء جيش الكنانة، يا أحفاد عمرو بن العاص وصلاح الدين وقطز حماة الأمة والإسلام! إن عقيدتكم العسكرية يجب أن تكون قائمة على أساس الإسلام ونصرته ونصرة من يحملون الدعوة لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وهذا لا يكون بغير نصرة أهل قوة ومنعة مثلكم فجددوا سيرة أجدادكم العظام واقطعوا ما بينكم وبين الحكام العملاء من حبال، وصلوا حبلكم بالله وانصروا إخوانكم في حزب التحرير قبل غيركم فلعل الله يكتب النصر بكم فتفوزوا فوزا عظيما.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾