خبر وتعليق سياسي

تبا لها ديمقراطيتكم، بها ذللنا ونهبت ثرواتنا وخيراتنا وسفكت دمائنا ولنا خلافتنا بها عزنا وحفظ كرامتنا وحقوقنا!

خبر وتعليق

الخبر:

ذكرت بوابة الأهرام في 14/05/2014م نقلا عن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج مساء اليوم الأربعاء إن الحكومة البريطانية تواصل دعم تطلعات الشعب المصري لديمقراطية كاملة وفاعلة في جميع جوانبها. وقال: “تتابع الحكومة البريطانية التطورات السياسية في مصر باهتمام كبير” وأضاف: “سوف نستمر في دعم تطلعات الشعب المصري لديمقراطية كاملة وفاعلة في جميع جوانبها، بما في ذلك نظام قضائي مستقل، ومجتمع مدني نابض بالحياة، ووسائل إعلام حرة وذلك تمشيًا مع الالتزامات الواردة في الدستور المصري الجديد”.

التعليق:

إن الوزير البريطاني يريد أن يوحي لأهل الكنانة أن خلاصهم في هذه الديمقراطية وإحسان تطبيقها رغم فسادها وفشلها حتى في بلادها، ورغم أنهم انقلبوا عليها حينما أتت على غير هواهم، وكأنه لم يرى ما يعانيه أهل مصر من قمع وقهر وقتل واعتقال وأن كل هذا يحدث رغم صدور الدستور الجديد الذي يتحدث الوزير عن الالتزامات الواردة فيه.

إن ما صرح به وزير الخارجية البريطاني لا يخرج عن كونه وصاية على أهل مصر الكنانة وتطلعاتهم وحصرها في ما يبقيها في إطار ما يرضي الغرب لا ما يرضي الله عز وجل، بل وحرصا على أن لا تتجه أنظار الأمة إلى ما فيه رضا ربها وعزها وكرامتها. وهذا ما لم ولن ينص عليه أي دستور يرضى عنه الغرب، وإنه ورغم الصراع الأمريكي البريطاني على مناطق النفوذ وخاصة أرض مصر، إلا أن الواضح أن بينهما اتفاق على طمس هوية هذه الأمة وعقيدتها الإسلامية، ومحاولاتهما لا تنقطع لحرفها عن هذه العقيدة،  وهذا من منطلق فزع الغرب من عودة هذه الأمة لعقيدتها فتنطلق من خلالها لقيادة الدنيا مرة أخرى كما كانت.

وإننا نقولها لهيج وللغرب كله، إن الأمة لا تتطلع إلى ديمقراطيتكم العفنة التي أثبتت فشلها وعجزها عن سد حاجات البشر، فبحسب منظمة (تراسل تراست) الخيرية وهي أكبر بنك للطعام في بريطانيا، فإن عدد المحتاجين الذين قصدوها هذا العام طلبا لمعونة غذائية طارئة، ارتفع بنسبة 163 بالمئة عما كان عليه العام السابق بحيث بلغ في نهاية مارس 913 ألف شخص، ووصفت المنظمة هذا الرقم بـ”المثير للصدمة”، لا سيما وأنه لا يتضمن المحتاجين الذين يقصدون منظمات خيرية آخرى طلبا للطعام، أو حتى المحتاجين الذين يمتنعون عن الطلب.

إن ديمقراطيتكم تعني الجوع والفقر والقهر والقمع والتعذيب ونهبكم ثرواتنا وخيراتنا، فتبا لها ولكم. وإنه ورغم كل محاولاتكم المستميتة لمنع أو لتأخير عودة الخلافة، فإنما حالكم كحال من يحاول أن يطفيء نور الشمس بفمه: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)، فالخلافة قادمة بوعد الله وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم: «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» رواه أحمد.

وإن الأمة التي تدعي أنت أنها تتطلع إلى ديمقراطيتكم، تريد الإسلام وأحكامه المنبثقة عن عقيدتها، ألم ترى أن أهل مصر خلال استحقاقات انتخابية سابقة، أقبلوا على انتخاب الإسلاميين وأعطوهم ثقتهم، ظنا منهم أنهم سيحكمون بالإسلام لخلفياتهم الإسلامية ولم ينتخبوهم من أجل ديمقراطيتكم التي كفرتم بها؟!.

وإن أهل مصر بحراكهم الثائر لن يرضي طموحهم ولن يعيد لهم حقوقهم إلا دولة خلافة على منهاج النبوة ولن يقبلوا إلا بها، وستظل ثورتهم وحراكهم مشتعل إلى أن يقيموها خلافة على منهاج النبوة، أو تقام فيبايعوا هم خليفتها.

رحم الله عمر رضي الله عنه حين سأل عمرو بن العاص رضي الله عنه واليه على مصر، فقال له: “ماذا تفعل إذا جاءك سارق؟! قال: أقطع يده. قال عمر رضي الله عنه: إذاً، فإن جاءني جائع أو عاطل، فسوف يقطع عمر يدك. إنّ الله استخلفنا على عباده لنسد جوعتهم، ونستر عورتهم، ونوفر لهم حرفتهم. فإذا أعطيناهم هذه النعم تقاضيناهم شكرها. يا هذا إن الله قد خلق الأيدي لتعمل، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً، التمست في المعصية أعمالاً، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية“.

هذه هي دولة الخلافة يا أهل الكنانة، والتي بها فقط عزكم وخلاصكم وقصاصكم لدماء شهدائكم، وبها فقط يكون انعتاقكم من التبعية للغرب الكافر المستعمر وعملائه. فاعملوا لها مع العاملين المخلصين ولا تركنوا إلى دعاة الديمقراطية فخلاصنا في خلافتنا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)