خبر وتعليق
الخبر:
ورد في جريدة الجمهورية في العدد الصادر يوم الجمعة بتاريخ 16 ربيع الأول سنة 1435 الموافق 17 يناير سنة 2014 التالي:
عبر د/ يونس مخيون رئيس حزب النور السلفي عن سعادته بنسبة إقبال المصريين على الاستفتاء على الدستور ونسبة التصويت ب(نعم) التي فاقت كافة التوقعات التي كانت لدى البعض، مشيرا إلى أن هذه النتيجة تؤكد أن الشعب مع الشرعية الدستورية ويريد الاستقرار للبلاد وأنه راض عن مواد الدستور وأن إقبال الناس على التصويت بصورة كبيرة يقطع الطريق على مثيري الشغب وأعمال العنف بدعوى المحافظة على الشرعية مشددا على أن نتيجة الاستفتاء أكدت أن المواطنين مع ثورة 30 يونيو والإجراءات التي اتخذت عقب يوليو.
التعليق:
إن ما صرح به الدكتور يونس مخالف للواقع من حيث هو ومخالف للشرع الحنيف. فنسبة التصويت الفائقة التي يدعيها لم يأت لها بسند معتبر من جهة موثوقة، بل سار في ذلك على درب الإعلام المصري وكأنه يعبر عن ما يتمناه لا ما يراه، وقوله بأن هذا يقطع الطريق على مثيري الشغب والعنف يثير الدهشة ويبعث على التعجب!، وكأن الرجل لم يرى ولم يسمع عمن قتلوا تحت عجلات المدرعات وبرصاص القناصة وفي السجون؛ وما زالوا يقتلوا حتى يومنا هذا في الجامعات والشوارع، فأصبح القاتل في نظره مقتولاً والمقتول قاتلاً، ونسي قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّـهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المائدة:8] .
وأما مخالفته للشرع الحنيف فالرجل لم يذكر كلمة واحدة في تصريحه هذا يبين فيها الحكم الشرعي المتعلق بتلك الأفعال والأقوال التي عرضها، فقد استدل بأفعال الناس على مرادهم ولم يبين لهم مدى موافقة تلك الأفعال والأهواء لمراد الله عز وجل، ونسي أن دوره كداعية وسياسي أن يوجه الناس لمراد الله باتباع كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لا أن يقع في الحرام ويمدح من وقع فيه من الناس، بل ويعرب عن سعادته بذلك. وكان الأولى به أن يقل خيراً أو ليصمت، فالموافقة على دستور يفصل الدين عن الحياة ويجعل السيادة للمخلوق يحكم كيف شاء، ويفرق الأمة ويمكَن منها أعدائها بالخضوع لكل اتفاقيات التبعية والذل، ويمص دماء المسلمين وثرواتهم حرام، وما كان الاستقرار ليكمن خلف تلك المحرمات، فالأرزاق والأقدار والآجال بيد الله وما عند الله لا ينال بما حرمه سبحانه وتعالى.
ونقول لك يا دكتور ولمن قال نعم؛ إننا لمحزونون على ما فعلتم ومهمومون لما آل إليه حال أمتنا من الانحطاط الفكري والبعد عن النهج القويم، كما ندعوكم للتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والثقة في وعد الله لهذه الأمة الكريمة بالنصر والأمن والتمكين، كما ندعوكم أن تتبرأوا من هذا الدستور، ولا تقبلوا غير دستور دولة الخلافة النابع من عقيدتنا.
(مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّـهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) [النساء:134]



































